
هاتفني صديقى الذي اعتاد أن يحاورني وهو المعترض دائما، المعارض دوما :
( ليه قمة الرياض الخماسية أطلق عليها قصداً ” لقاء أخوى وغير رسمى ” ) !!؟؟
فقلت له موضحا :
أظن أنك قد فهمت أن صديقنا الفلسطينى قد عرف الآن من الذي يحمل همه ويجبر بخاطره ويحافظ على عرضه ..
كما أظنك يا صديقى الواعى المثقف قد تأكدت أن التعامل بشرف وقول كلمة الحق فى وجه الظالم قوة ولكنها ليست مجرد أى قوة .. ..
فهي ليست مجرد قوة أنياب ومخالب يمتلكها صاحبها ..
بل إنها قوة عقيدة وإيمان في زمن الفتنة ….
فلا رضا عنده يعلو فوق رضا الله وإلتزام أوامره .. مهما كانت إغراءات وتهديدات الظالم …
ويتّسم صاحبها قطعاً بموقف ثابت لا يتزعزع ولا يتلون … موقف قائم على السيادة الكاملة وحرية اتخاذ القرار …
ولا توجد كلمة عنده تعلو فوق كلمة الحق مهما كانت قوة ووحشية وغطرسة أصحاب كلمة الباطل …
مشهد «القمة» على الرغم من كونه مشهد معقد ومحير للناظر إليه .. لكنه يبدو في بعض ملامحه كالشمس الساطعة …
وبعلم المنطق وقضاياه .. فليس كل الحاضرين أوفياء للقضية ..
إذاً فبعضهم خائن .. لكنه مُستدعىَ …
وكذلك وبالقطع .. ليس كل المتغيبين خائنين للقضية .. إذاً فبعضهم وفىّ .. لكنه مُستعبد ..
هنا ربما تتساءل يا صديقي ومعك كل الحق:..
هؤلاء الذين ظهر أنهم ليسوا أوفياء .. لماذا حضروا ولماذا شاركوا !!؟؟
ربما حضروا ليكونوا عيونا لأسيادهم الذين أرسلوهم ..
ربما أيضا حضروا من أجل ان يكونوا (إسفينا ) للعرقلة ….
ولا نستبعد أيضا أن يكون حضورهم ومشاركتهم هو مجرد نوع من النفاق والرياء …
أما من تغيبوا … لماذا تغيبوا ؟ !!
من الجائز أن تكون مصالحهم تعارضت مع حضورهم وفق حساباتهم …
من الجائز أيضا أن يكون عدم الحضور من أجل ( لوى الذراع ) .. أو ربما للبعد عن تحمل المسئولية .
القمة ياسادة لم تكن قمة مصرية ..
بل هي قمة لمنظمة أسموها الجامعة العربية ومقرها الدائم القاهرة عاصمة مصر …الفتوة الظالم وأسياده وأتباعه قالوا هذه خطتنا ومن عنده خطة أخرى ليتفضل ليعرضها …
فالعرب جميعهم … الحاضر منهم والغائب بمشاركة دولية وإسلامية وإفريقية قالوا وبصوت عال :
تفضلوا هذه هي خطتنا ….
نعم انتزعت مصر كلمة الحق من فم الجميع حتى من أصحاب البيوت الهشة المكبلة القرارات …
نعم انتزعت مصر الدعم على خطتها حتى من ( المستحين ) لكشف وجوههم وهى تنطق كلمة حق ….
ألم أقل إنها ضربة الإرسال الأولى فى جولة علنية ومباشرة مع الشياطين …!!
وهذا لا يعني أن ” الفتوة ” سيرفع الراية البيضاء .. المعنى الأهم أنه يعرف أن هناك من يستطيع مواجهة ظلمه …
وبمنتهى الأسى والحزن والشجن يعلنها رئيسنا وقائدنا الذى أثبت المشهد أنه يتصدى وحده للشياطين ….
يعلنها مرة أخرى أمام الجميع الأسياد منهم والمستعبدين .. يعلنها بقوة وشجاعة وشمم وإباء …
ان مصر لن تشارك فى ظلم أبداً …
فمصر حسمت موقفها منذ السابع من أكتوبر، ووقفت كالجبل المنيع أمام الطوفان فلا تهجير ولا تصفية :
( إن الحرب الضروس على قطاع غزة استهدفت تدمير أوجه وسبل الحياة وسعت بقوة السلاح إلى تفريغ القطاع من سكانه وكأنها تخير أهل غزة بين الفناء المحقق أو التهجير المفروض وهو الوضع الذى ” تتصدى له مصر ” إنطلاقاً من موقفها التاريخى الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى على أرضه وبقائه عليها عزيزاً كريماً حتى نرفع الظلم عنه ” ولا نشارك فيه ” ) …
خلاصة الأمر يا سادة أن مواجهة الشياطين لها ناسها ولها أيضا متطلباتها لأنها ببساطة ووضوح ” مهمة شريفة ”
في زمن عز فيه الشرف ….
دعكم من دفتر الحضور والغياب البشرى وعليكم بدفتر الهبات الإلهية والوعود الربانية …
لبس مهما تفاصيل الصراع وجولاته ….
الأهم وعد الله بإنتصار الحق على الباطل مهما طال زمن الصراع …
لقد كانت قمة الحق على أرض النور …
تحيا مصر دائما .. لتظل الحصن المنيع الذي تتحطم على أبوابه اطماع الطامعين …






